الخميس، 24 نوفمبر 2011

في رثاء فقيد الشباب الابن الدكتور النذير عيسى رحمه الله

رويدك أيّـها الدمْـعُ الغزيرُ .. فما جـدواكَ والفقدُ النذيرُ؟
وما الدنيا وقدْ أمسـت ظلاماً.. خبا بالأفـق كوكبها المنيرُ؟
أيا شمس الغروب قفي افتقدنا .. شبيهك هل غروبكما المصير؟
وهل دفقـات نور الحيّ طراً .. إلى تلك الرموس غدت تسير؟

توخّى الموتُ من بُسـتان قومي .. أعزّ الوردِ إذ فـاح العبـيرُ
ومدّ يد المنـون على قطافٍ .. فداها القوم إنْ هوَ يستخيـرُ
ولكنّ القضاء مضى ولسنا .. على صبـرٍ وقدْ حكَم القديـرُ
ألا يا ساكني ام درمان إنّي .. بغيـر نذيركم ما لـي وزيـرُ
وبـي لفراقه لوعات عـمٍّ .. تدفّـق من مآقيـه النميـرُ
أعالج بالنهارِ دموع ذكـرى .. ويشهد لوعةَ الليلِ السريـرُ
إذا طالعتُ من حولي شباباً .. ذكرتُ شبابه وهـو النضيـرُ
وإنْ زغرودةٌ في الحيّ ضجّتْ .. لدى عرسٍ جرى دمعي السجيرُ
وأمرضُ لا أحبّ لقا طبيبٍ .. فذكراه إلـى خلَدي تطيـرُ
فصول حياتنا أمست جميعاً .. له ذكرى، هو الراوي السميرُ
إذا كانتْ هيَ الحالُ اعترتني .. فصبراً يا أخي عيسى الكبيرُ
ويا شـيماءُ بالله استعيني .. فذو السلوى لدى المولى أجيـرُ
ويا أخواتِ أشرفَ ما عزائي .. دموع العمِّ.. خاطره الكسيرُ؟
أبيت بغربتي وأرى أمانـي .. وحبل الصبر في يدها قصيـرُ
أميـرةُ يعتريها الحزن تأسى .. وقد ولـى الفتى الغضّ الأميرُ
وتيسيرُ الصغيرةُ داهـمتها .. جيوشُ أسىً ومعتـزُّ الصغيرُ
فأدعو الله في سِرّي إلـهي .. إليك نتوبُ يا نعِْمَ النصيـرُ
عليهمْ أنزلِ السلوانَ ربـِّي .. فإنّ مُصـابَنا جَللٌ خطيـرُ
إلهي إنّك الرحمن فامنـنْ .. على عبدٍ لرحـمتكمْ فقيـرُ
أتاكَ مفارق الدنيا عريساً .. وعندك عدنُ والعيش الطريـرُ
فأبدلْه الـهناءَ على هنـاءٍ .. أعدّ لـه وأنت بـه خبيـرُ
شهدنا للنذير بكلّ خيـرٍ .. وخيْـرك بالفراديس الكثيـرُ
فأنزله منازلَ ذات صـدقٍ .. لدى الجنّات مقعده وثيـرُ

المكلوم العم السر حاج يوسف ـ الرياض في 05/12/1432هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق