الثلاثاء، 15 نوفمبر 2011

مزامير القلوب ـ قصيدة افتتاح الديوان

مزامير القلوب
لك الحمدُ السنيُّ ولست أرجو  سوى في يوم عرض الخلق أنجو
خلقتَ لروح عبدك ألف دارٍ    ولم يك وسعها في الكون برج
على أحوالها تغدو وتـمسي     ولا تـدري بأي  غدٍ تـزج
إذا سكن الدجى والناس غطوا   على سنـةٍ فدنيـاها تضـج
تهيم بكـل وادٍ تعتريـها       شوارد من صنوف الفن صنج
ففي نفس البعوضة وقع لحنٍ     يدغدغها وفي الأرماس لـهج
وتبني من دخان السحب داراً    لبان عمـادها نـارٌ وثـلج
وتقتات الرؤى وتعبُّ شرقى     بفضل الحسن تلعق ما يـمج
وتلبس من ضياء الفكر ثوباً      له من عبقـري الحبك نسج
كأن بديع صنع الله يهـدي     لها الألحان صرفاً وهي تشجو

قصائد لست مبدعهن وحدي    بل استشرفتهنَّ  وهنَّ غنـج
كصائد لؤلؤٍ يرتــاد يـماً   ليزهو في صـدور الغيد وهج
هتكتُ ستورهنَّ فكل قلبٍ     تضوَّع بالأريـج لـهنَّ مرج
ولست بمدَّعٍ فضـلاً بقـولٍ   ولكن القلوب غـدت تثـجّ
مزامير القلـوب إذا تغـنت     تجاذبها إلى الوجـدان فـج
فيمسي شاعراً من كان يصغي   ويصحو مترعاً من فيه بنـج

إلـهي تلك نفسي ذات وثبٍ  تجشمـها بـمتن الشعر سرج
أتوب إليك من كلمات لغـوٍ   تصك بـها وجوهٌ أو تشـج
فقد ألهمتني نظـم القــوافي  وهأنـذا بـها صدري يعـج
ولم أر في حياتي من شــقاءٍ   كغي الشعر ننسـب ثم نهجو

إلهي تلك نفـسي من براهـا   غدت لفيـوض رحمتـه تحج
فأودعـها النعيـم لأن فيهـا  بقيَّـة مؤمـنٍ بك  لا يلـج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق