إلى الأخ الحبيب سيد محمد عبد المجيد..
جلله الله بثوب المعافاة التامة.. أجر وعافية إن شاء الله
سبقتْك
للفردوس تلك الساق == يا سيدُ اهتاجت بها الأشواقُ
|
فترجّلتْ
تبغي النعيم كدأبها == إنْ عنَّ خيرٌ صوبه تنساقُ
وغدوتَ
في هذا السرير مراقباً == بعضاً على سرر لها استبراقُُ
قدْ
حجّلتها الحور إذ طافت بها == حولَ العروش النيّراتِ براقُ
إنا
نعيد من المقدّر خطوَنا == رُفعَ اليراعُ
وجفّت الأوراقُ
أهل
العناية ألهِموا صبراً على == ما كانَ من قدرٍ فما همْ ضاقوا
يتبسمون
لدى المسرّة والأسى == سيّان عندهمو يصحّ مذاقُ
وسموا
عن الجزع الذي ينتابنا == لما تسامتْ فيهم الأخلاقُ
لمّا
رأيتك واحتبستُ مدامعي == وعلى محيّاك انجلى الإشراقُ
ألجمتُ
لا أحرى مقالاً فانبرى == أسفي يضجّ وحقّ بي الإشفاقُ
وتقاعستْ
خيل البيانِ وطبعها == عند الجلال النكصُ والإطراقُ
لمْ
يجوِ قاموسٌ لعاعةَ ما بدا == لي من شجونٍ سيلها دفّاقُ
لكنّها
مُرّتْ بعروة صبركمْ == فكبتّها وانتابني الإحراقُ
حتى
أويتُ إلى القريض لعلّني == أوهي حبال الجأش فهي وِثاقُ
ما
لي كنفسك يا ابن عبد مجيدها == دمعي على يسرى البلى رقراقُ
يا
سيّدُ النفس التي في حقْوكم == منْ مفرداتٍ ما لهنّ رفاقُ
لمْ
يؤتَ صنو نظيرها إلا الألى == غبروا فعزّ الوصل والإلحاقُ
علمتها
الصبر الذي أوصى به == يعقوب أوكى عزمه إسحقُ
طوّعتها
دهراً لمستعصي القضا == فكبار بلوانا لديكَ دقاقُ
تفد
الخطوب إليك يحشر بعضها == بعضاً كقافلةٍ إليك تساقُ
فيردّها
من سوق تمحيصٍ لكم == صبرٌ على النظراء ليس يطاقُ
فجزاك
باريها على تأديبها == خير الجزاءِ لأنّها مطلاقُ
هي
في سبيل الله كان خروجها == من موطنٍ ضاقتْ به الأرزاقُ
ألفتْ
طريق نداء كلّ مؤذنٍ == للبرّ حيعلَ خطْوها مطراقُ
لما
رآى الباري موفّق سعيها == نحو الجنان بدا لها استحقاقُ
فصلتْ
كدلْو المزنِ نادته الربا == فانهلّ كي تخضوضل الآفاقُ
يا
ربّ أبدلْ سيّداً عن كربه == لطفاً فمنْ واليتَ ليس يعاقُ
واكتبْ
له عقبى السرور وعيشةً == رغداً جزاءُ الصابرين وفاقُ
ثم
الصلاة على النبي محمدٍ == ما خطّ في لوح القضا الخلاّقُ