الأحد، 13 نوفمبر 2011

قصيدة أسيرة الجن.. 1988م

أحبائي قرّاء مدونتي .. أحاول أن أودع من أشعاري كل يومٍ قدر المستطاع
وللعلم : فإن كل ما يرد من أشعارٍ هنا فهي لصاحب المدونة ـ أخوكم السر الحساني

أسيـرة الجن 
(بعض السحر مسحور ، وكان لي مع الشيخ المعالج ما كان)
 شمال الخرطوم بحري 1988م

يا شيــخ كُـفَّ ألا تستغفـر اللهَ

تلك المليحةُ ما في الطبِّ رُقياها
ياشيخ حسبُــك ما للقيد ساقـاها

أم أنَّ قيدَك مفتونٌ  بلقيـــاها
إن كان بعضُ شباب الجنِّ يعشقها

أتعذلنَّ عشوقاً في الهـوى تاها
والكائناتُ جميعاً سبَّحتْ طمــعاً

في حسنِها تبتغي  رحمَن مولاها
الوردُ طالَعَ خدَّيْــها فبرَّهــما

والأنجمُ الزُّهْرُ غارتْ من ثناياها
والبرتقالُ تثنّى في خمائلــــه

فاصفرَّ حين تردّى الحسنَ نهداها
أما الضحى وسـوادُ الليلِ ما ائْتَلَفا

إلاّ بمُقلتِها ضِــــدّان جاءآها
في الحسن قد كمُـلَتْ حتّى تصيَّدها

طرفٌ لذي حسدٍ ما كبَّــر الله
جارَ القضاءُ بها حتّـى إذا اختبلتْ

فالجنُّ يحسدُ بعضاً منه يهـواها
يا شيخ عندك بحرُ الحسن فاسْقِ بهِ

ظمآى الغرامِ فإني كنتُ تـوّاها
في الحسن أبحِرُ لا ترتاح لي سُفُنٌ

باسمِ التغزُّل : مجريها ومرساها
واليوم أرسو بشطٍء ما وجدتُ له

في البـرِّ والبحرِ أقراناً وأشباها
يا شيخ حسبُك ما للقيــد ساقاها

أم أنّ قيدك مفتـون بلقيــاها
حسدتُ قيدَك في تقبيل معصـمِها

وذا البخورَ تسامى  في حناياها
ما أسعد القيـدَ والدخـانَ عندكمو

إذ أدركا حُرُماتٍ كنتُ  أخشاها
إني أغار إذا الأنسـام ضمَّـخها

نشْرُ الذوائبِ فاسْتَلْقَتْ  بمغناها
فكيف بي وهِيَ المُلْقـاةُ تلفَحُـها

حَرُّ السَّهامِ وذاتُ القرِّ تغشـاها
يا سيدي الشيخ ما في طبِّكم رِيَبٌ

لكنْ عيِيْتُ به صبراً وأعياهـا
ما هكـذا تتداوى مَـنْ بطلعتِـها

يقينُ كلِّ بصيرٍ أنْ يرى الجاها
مستوحشُ العيشِ مستقصىً بعالمها

ورِقَّةُ الطبعِ من أدنَى سجاياها
إن كنت تنصفُني حقّي وتنصفُها

ففكَّ عاقلَــها واستعفِ مولاها
أو فامْسَخنِّـيَ مجنـوناً أجاوَرُها



علِّـي أُسامَرُ في جنِّي بنجواها
في خلوةٍ تركـوها لا أنيـس لها

وقلـب كلِّ أنيـسٍ كان مأواها
الصمُّ والبكمُ جاراها فوا أسفا

والنيلُ أمسِ وزهرُ الروضِ جاراها
بالأمس وجهيَ رجلاها سجَنْجلُه

واليـومَ منآدةً تنقــادُ رجلاها
ياشيخ حسبك ما للقيد ساقاها

أم أن قيـــدك مفتون بلقياها
ما ذلك الجَلدُ يشفيها وقد وهِِنتْ

كم في سياطِك من سوطٍ تمناها
الله دثَّـرها حُسـناً وأرسلَـها

لكيْ تُحَــبّ ولكنْ ذاك أشقاها
الناسُ من حسنِها انفضّوا لخوفهمو

من صدِّها، ونفورُ الناسِ أرداها
فربّما كان حُسْنُ المرء عاهتَه

بين الورى فيلاقي الشؤم إكراها
ما قـدَّرَ اللهُ فالمخلوقُ مدْرِكُهُ

من كان يشرك أو من بات أواها(1)
إذا النفوس سَرَتْ في دَجْنةٍ حلكَتْ

وأوغلَ الليلُ حتى طال مسراها
فالحبُّ يشرقُ فيها وهو مبتسمٌ

حتى نراه وقد أبْهَـى وجَـلاّها

(1) إشارة إلى تعليق المرحوم البروفيسور عبدالله الطيب أن هذين البيتين من الحكمة التي هي: خضراء الدمن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق