أحبائي قرّاء مدونتي .. أحاول أن أودع من أشعاري كل يومٍ قدر المستطاع
وللعلم : فإن كل ما يرد من أشعارٍ هنا فهي لصاحب المدونة ـ أخوكم السر الحساني
أسيـرة الجن
(بعض السحر مسحور ، وكان لي مع الشيخ المعالج ما كان)
شمال الخرطوم بحري 1988م
يا شيــخ كُـفَّ ألا تستغفـر اللهَ | تلك المليحةُ ما في الطبِّ رُقياها | |
ياشيخ حسبُــك ما للقيد ساقـاها | أم أنَّ قيدَك مفتونٌ بلقيـــاها | |
إن كان بعضُ شباب الجنِّ يعشقها | أتعذلنَّ عشوقاً في الهـوى تاها | |
والكائناتُ جميعاً سبَّحتْ طمــعاً | في حسنِها تبتغي رحمَن مولاها | |
الوردُ طالَعَ خدَّيْــها فبرَّهــما | والأنجمُ الزُّهْرُ غارتْ من ثناياها | |
والبرتقالُ تثنّى في خمائلــــه | فاصفرَّ حين تردّى الحسنَ نهداها | |
أما الضحى وسـوادُ الليلِ ما ائْتَلَفا | إلاّ بمُقلتِها ضِــــدّان جاءآها | |
في الحسن قد كمُـلَتْ حتّى تصيَّدها | طرفٌ لذي حسدٍ ما كبَّــر الله | |
جارَ القضاءُ بها حتّـى إذا اختبلتْ | فالجنُّ يحسدُ بعضاً منه يهـواها | |
يا شيخ عندك بحرُ الحسن فاسْقِ بهِ | ظمآى الغرامِ فإني كنتُ تـوّاها | |
في الحسن أبحِرُ لا ترتاح لي سُفُنٌ | باسمِ التغزُّل : مجريها ومرساها | |
واليوم أرسو بشطٍء ما وجدتُ له | في البـرِّ والبحرِ أقراناً وأشباها | |
يا شيخ حسبُك ما للقيــد ساقاها | أم أنّ قيدك مفتـون بلقيــاها | |
حسدتُ قيدَك في تقبيل معصـمِها | وذا البخورَ تسامى في حناياها | |
ما أسعد القيـدَ والدخـانَ عندكمو | إذ أدركا حُرُماتٍ كنتُ أخشاها | |
إني أغار إذا الأنسـام ضمَّـخها | نشْرُ الذوائبِ فاسْتَلْقَتْ بمغناها | |
فكيف بي وهِيَ المُلْقـاةُ تلفَحُـها | حَرُّ السَّهامِ وذاتُ القرِّ تغشـاها | |
يا سيدي الشيخ ما في طبِّكم رِيَبٌ | لكنْ عيِيْتُ به صبراً وأعياهـا | |
ما هكـذا تتداوى مَـنْ بطلعتِـها | يقينُ كلِّ بصيرٍ أنْ يرى الجاها | |
مستوحشُ العيشِ مستقصىً بعالمها | ورِقَّةُ الطبعِ من أدنَى سجاياها | |
إن كنت تنصفُني حقّي وتنصفُها | ففكَّ عاقلَــها واستعفِ مولاها | |
أو فامْسَخنِّـيَ مجنـوناً أجاوَرُها | علِّـي أُسامَرُ في جنِّي بنجواها | |
في خلوةٍ تركـوها لا أنيـس لها | وقلـب كلِّ أنيـسٍ كان مأواها | |
الصمُّ والبكمُ جاراها فوا أسفا | والنيلُ أمسِ وزهرُ الروضِ جاراها | |
بالأمس وجهيَ رجلاها سجَنْجلُه | واليـومَ منآدةً تنقــادُ رجلاها | |
ياشيخ حسبك ما للقيد ساقاها | أم أن قيـــدك مفتون بلقياها | |
ما ذلك الجَلدُ يشفيها وقد وهِِنتْ | كم في سياطِك من سوطٍ تمناها | |
الله دثَّـرها حُسـناً وأرسلَـها | لكيْ تُحَــبّ ولكنْ ذاك أشقاها | |
الناسُ من حسنِها انفضّوا لخوفهمو | من صدِّها، ونفورُ الناسِ أرداها | |
فربّما كان حُسْنُ المرء عاهتَه | بين الورى فيلاقي الشؤم إكراها | |
ما قـدَّرَ اللهُ فالمخلوقُ مدْرِكُهُ | من كان يشرك أو من بات أواها(1) | |
إذا النفوس سَرَتْ في دَجْنةٍ حلكَتْ | وأوغلَ الليلُ حتى طال مسراها | |
فالحبُّ يشرقُ فيها وهو مبتسمٌ | حتى نراه وقد أبْهَـى وجَـلاّها |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق