الثلاثاء، 27 فبراير 2018

تأمُّلات في فراشة وحقل







تأملات في فراشة وحقل
=============

نظر الكريم إلى بهاء جنانِه
فرآى يقرّبها إلى إنسانِه


ويهيج أشواقاً لمخلوقاته
حتى ينالوا من ندى رضوانه


فتهامست أسرار عدنٍ أيها
يمضي إلى الدنيا قبيل أوانه


فاستلّ فجر الخلْد خيطَ بهائه
وافترّ ثغر الحسن عن لمعانه


فتسربلته وقدْ نضت عن خدرها
ثوبَ الحياء ورفرفتْ لمزانه


منْ كلّ لونٍ زخرفتْ وشياً لها
هبةَ الإله ومشتهى ألوانه


عن حكمةٍ سموا الفراشةَ للورى
باسم اليراع فبالغوا ببيانه


هي وحيُ ربّ الناس عنْ سرٍّ خبا
عن خلقه وبمقتضى رحمانه


فعسى أولو الألباب في استنباطهم
علموا بسرّ الخلق في أكوانه


الروض في حلل النعيم شدتْ به
زمرُ البلابل أسوةً بقيانه


وسرى النسيم يضوع من ريحانه
يسقي النفوس الغرّ مسكر حانه


والأقحوانُ زهت على تيجانه
غررٌ فعاض الخلدَ عن ولدانه


سبحان من سوّى الجمال وبثّه
خلقاً وحدثَ عنه في قرءانه