وَجِدتُ لَهُمْ
نزلت من سيارة أبيها وهي تلبس الخلاعة وترجلت إلى الشارع العام بالجامعة حيث انضمت لمجموعة لم يفقنها حشمة، فتحسرت على مبادئ العروبة والإسلام .. دعوة للاحتشام.. جامعة الخرطوم : في 1989م.
سَوافرُ جِئنَ في وضـحِ النهـارِ | َيجُلْنَ من اليميـنِ إلى اليسـار ِ |
كواشفُ عن نحـورٍ مولعـاتٌ | بِدحْرجةِ المَصُـونِ عـن الإزارِ |
لبسْـنَ من الزجاجِ بلا احتشامٍ | لفائـفَ تحتها المستـورُ عـارِ |
وقُلْنَ هي الحضارةُ ! ليتَ شعري | أما في طيِّها محضُ احتضــار؟ |
أبِنْتَ أبـي خُدعْتِ وكُنْتِ عوناً | لذي سفـهٍ رماك بشـرِّ عـارِ |
أبِنْتَ أبـي اتَّبعْتِ فعَــالَ قومٍ | شريفُـهمُ الأبَـرُّ بِـلا نجِـَارِ |
قَصَصْتِ الشعرَ رُمْتِ الشرَّ حتىَّ | تركـتِ الثغـرَ محمَـرَّ الجدارِ |
أما ينهاكِ عن هـذا التعــرِّي | مكارمُ قومِكِ الأُسْدِ الضواري ؟ |
أما القرءانُ خـاطَ عليكِ بِـرّاً | وزانَ كريمَ وجهِكِ بالخِمـارِ ؟ |
لعَمْـري ما تبـوكُ وبَـدْرُ إلا | لِصَوْنِ حمِاكِ، أو ذاتُ الصوراي |
ولم نُـهزَمْ بِسـاحِ الموتِ حتىَّ | غُزِيـنا عـنْ سبيـلِكِ للدمارِ |
لقد وجدوكِ مثلَ القـردِ يحكي | سـواه مَظِنَّـةً أن قد يجُـَاري |
فباعـونا بأبخـسِ ما لديـهمْ | وصـادونا بقاصـمةِ الفَقَـارِ |
وجِـدتُ ليعرب المُرسِي علينا | شمائـلَ سامـياتٍ كالدراري |
وجِـدتُ ليعرب الحاني عليـنا | يُربِّـينا عـلى كـرمِ النجـار |
أمامَ ديـارِنا عقَــرَ المطايـا | لفـكِّ طـوىً ومَسْغبةٍ لِسَـارِ |
وعنتـرةَ الذي غـضَّ المـآقي | إلى أن بارحَـتْ ذاتُ الجـوارِ |
وجِـدتُ لهم لأنَّـهمو كـرامٌ | كمـاةٌ بـلْ حمُـَـاةٌ للديـارِ |
إذا حمِـيَ الوطيسُ رأيتَ منهمْ | ضراغـمَ لـمْ تعـوَّدْ بالفـرارِ |
وتحضنـهمْ إذا عـادوا كرامـاً | خـرائـدُ هـنَّ : آرامُ القـفارِ |
خَدَرْنَ سَجيَّـةً والبعْـلُ قـاصٍ | جُبِـلنَ كذا على حفـظِ الذمارِ |
برغـمِ الجاهليَّـة هـنَّ خـيرٌ | من المتـبرجاتِ مـع الشـرارِ |
أرى مِنَّــا الإهابَ إلى اصفرارِ | يئـولُ ، وكلَّ عيـنٍ لاخضرارِ |
ونحو الغـربِ يحْـدونا سفـيهٌ | يَلُـوحُ بمِـرْجَلٍ جَـمِّ القتـارِ |
عقـائلُنـا وأنجــالٌ لديـنا | إليه قد امتَطَـوْا مَتْـنَ العِصـارِ |
هُـمُ الأشبالُ ، واليربوعُ يُدْنِيـ | ـــهُمو للنَّافِقَـاءِ : وقودَ نارِ |
وكمْ بحِمَى العرينـةِ مِنْ سَبَنْتىَ | ينـامُ عـلَـى وَسـائدِ جُلَّـنارِ |
ومـا يدري بأنَّ العِـزَّ نَـهْبٌ | لِكُــلِّ يَـدٍ تَدَنَّـسُ بالبـوارِ |
سمـاءُ الغـربِ تُـمْطِرُنا منايَـا | ونحـنُ بسوءِ مَا صَنَعُـوا نُبَاري |
ولو بالغربِ قيـلَ شَدا حمِـَـارٌ | رأيتَ الشرقَ يَرْقـصُ للحمـارِ |
ومِـنْ عجبٍ يشِـبُّ الطفلُ منَّا | مَيـوعاً والتَّخَـنُّثُ فيـهِ سـارِ |
لأنَّا نـحنُ نُرْضِـعُهُ سمـومـاً | ونزجِـلُهُ يَضِـلُّ بِـلا قَــرارِ |
إلى الإسـلامِ يا قَوْمـي أفيقـوا | فَحتَّــامَ التَّعِـلَّةُ بالخُمَــارِ؟ |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق