السبت، 12 نوفمبر 2011

وجِدْتُ لهـمْ ـ قصيدة شكوى انحدار سلّم القيم ببلادي

وَجِدتُ لَهُمْ
نزلت من سيارة أبيها وهي تلبس الخلاعة وترجلت إلى الشارع العام بالجامعة حيث انضمت لمجموعة لم يفقنها حشمة، فتحسرت على مبادئ العروبة والإسلام .. دعوة للاحتشام.. جامعة الخرطوم : في 1989م.


سَوافرُ جِئنَ في وضـحِ النهـارِ
َيجُلْنَ من اليميـنِ إلى اليسـار ِ
كواشفُ عن نحـورٍ مولعـاتٌ
بِدحْرجةِ المَصُـونِ عـن الإزارِ
لبسْـنَ من الزجاجِ بلا احتشامٍ
لفائـفَ تحتها المستـورُ عـارِ
وقُلْنَ هي الحضارةُ ! ليتَ شعري
أما في طيِّها محضُ احتضــار؟
أبِنْتَ أبـي خُدعْتِ وكُنْتِ عوناً
لذي سفـهٍ رماك بشـرِّ عـارِ
أبِنْتَ أبـي اتَّبعْتِ فعَــالَ قومٍ
شريفُـهمُ الأبَـرُّ بِـلا نجِـَارِ
قَصَصْتِ الشعرَ رُمْتِ الشرَّ حتىَّ
تركـتِ الثغـرَ محمَـرَّ الجدارِ
أما ينهاكِ عن هـذا التعــرِّي
مكارمُ قومِكِ الأُسْدِ الضواري ؟
أما القرءانُ خـاطَ عليكِ بِـرّاً
وزانَ كريمَ وجهِكِ بالخِمـارِ ؟
لعَمْـري ما تبـوكُ وبَـدْرُ إلا
لِصَوْنِ حمِاكِ، أو ذاتُ الصوراي
ولم نُـهزَمْ بِسـاحِ الموتِ حتىَّ
غُزِيـنا عـنْ سبيـلِكِ للدمارِ
لقد وجدوكِ مثلَ القـردِ يحكي
سـواه مَظِنَّـةً أن قد يجُـَاري
فباعـونا بأبخـسِ ما لديـهمْ
وصـادونا بقاصـمةِ الفَقَـارِ
وجِـدتُ ليعرب المُرسِي علينا
شمائـلَ سامـياتٍ  كالدراري
وجِـدتُ ليعرب الحاني عليـنا
يُربِّـينا عـلى كـرمِ النجـار
أمامَ ديـارِنا عقَــرَ المطايـا
لفـكِّ طـوىً ومَسْغبةٍ لِسَـارِ
وعنتـرةَ الذي غـضَّ المـآقي
إلى أن بارحَـتْ ذاتُ الجـوارِ
وجِـدتُ لهم لأنَّـهمو كـرامٌ
كمـاةٌ بـلْ حمُـَـاةٌ للديـارِ
إذا حمِـيَ الوطيسُ رأيتَ منهمْ
ضراغـمَ لـمْ تعـوَّدْ بالفـرارِ
وتحضنـهمْ إذا عـادوا كرامـاً
خـرائـدُ هـنَّ : آرامُ القـفارِ
خَدَرْنَ سَجيَّـةً والبعْـلُ قـاصٍ
جُبِـلنَ كذا على حفـظِ الذمارِ
برغـمِ الجاهليَّـة هـنَّ خـيرٌ
من المتـبرجاتِ  مـع الشـرارِ


أرى مِنَّــا الإهابَ إلى اصفرارِ
يئـولُ ، وكلَّ عيـنٍ لاخضرارِ
ونحو الغـربِ يحْـدونا سفـيهٌ
يَلُـوحُ بمِـرْجَلٍ جَـمِّ القتـارِ
عقـائلُنـا وأنجــالٌ لديـنا
إليه قد امتَطَـوْا مَتْـنَ العِصـارِ
هُـمُ الأشبالُ ، واليربوعُ يُدْنِيـ
ـــهُمو للنَّافِقَـاءِ : وقودَ نارِ
وكمْ بحِمَى العرينـةِ مِنْ سَبَنْتىَ
ينـامُ عـلَـى وَسـائدِ جُلَّـنارِ
ومـا يدري بأنَّ العِـزَّ نَـهْبٌ
لِكُــلِّ يَـدٍ تَدَنَّـسُ بالبـوارِ


سمـاءُ الغـربِ تُـمْطِرُنا منايَـا
ونحـنُ بسوءِ مَا صَنَعُـوا  نُبَاري
ولو بالغربِ قيـلَ شَدا حمِـَـارٌ
رأيتَ الشرقَ يَرْقـصُ للحمـارِ
ومِـنْ عجبٍ يشِـبُّ الطفلُ منَّا
مَيـوعاً والتَّخَـنُّثُ فيـهِ سـارِ
لأنَّا نـحنُ نُرْضِـعُهُ سمـومـاً
ونزجِـلُهُ يَضِـلُّ بِـلا قَــرارِ


إلى الإسـلامِ يا قَوْمـي أفيقـوا
فَحتَّــامَ التَّعِـلَّةُ بالخُمَــارِ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق