الأحد، 13 نوفمبر 2011

الملك السجين ـ من أشعار الثانويات 1985م

الملك السجين
أمام قفص الأسد بحديقة الحيوانات في الخرطوم 1985م.. عزيز قومٍ ذلّ
تم استعراض النص في إذاعة أم درمان برنامج: مع أدباء الشباب عام 1985م
من قبل الأستاذين الشاعر الناقد فراج الطيب السراج والأديب الإذاعي أحمد عبد المجيد

أترضى يا وريثَ العزِّ قهرا
وقد نسَبَ الأنامُ إليكَ فخرا
أترضى أن يكون الغابُ سجناً
من الفولاذِ أضحى المستقرّا
لمِنْ خلَّفْتَ عرشاً لا يُضاهَى
أقـرّ بقاءَه الأسلافُ دهرا
ومَنْ يبنِـي لمُلْكِ الغابِ مجداً
ومَنْ ذا يزجرُ الخُصَماء زجرا
وأنت اليومَ مضطجعٌ بسجنٍ
يكون بِـمُقْبلِ الأيّام قبرا؟؟

أراك تضيقُ بالآرام ذرعاً
ومنكَ الآنَ لا يُبْدينَ ذُعرا
يبِتْـنَ على أمانٍ منكَ قُربَى
كأنّكَ لم تعُدْ أنتَ الهِزبْرا
وذا القردَ الذي يرميك سباً
ولم يُعِرِ الجلالـةَ منك بِراً
فهل نسيَ السُّقاةَ وكان منهم
يديرُ مع الدُّجَى الصّهْباءَ بكرا؟
وهاتيكَ الثعالب صائحاتٍ
وقد أظْهَرْنَ إلحاداً وكُفرا
وكانت أمسِ من جَمْعِ الجواري
لهنَّ الويْلُ إن طالعْتَ شَذْرا
وكل مسخّرٍ لك أمسِ طوعاً
لوجهِكَ حين يبْدو مُكْفَهِرَّا
رآك اليومَ محبوساً فغنَّى
حقوداً يُعْلِنُ الإنكارَ جَهْرا

ظُلِمْتَ ولم يكنْ في الناسِ حرٌّ
يرى الأحرَى بأن يلقاكَ حُرا
ولكنْ كلُّهمْ داعٍ لخيرٍ
وفعّالٌ بظهرِ الغيبِ شرّا
فكيف أتَوْا بمثلِكَ في قيودٍ
وهم أدرى ببطشِ اللّيْثِ ، أدرى
ولمّا أسكنوك هنا ونالوا
من الزوارِ أجلَ رؤاكَ أجرا
قرأْتُ ببابِك العاتي كتاباً
يُحَذِّرُنِي بأنَّك لسْتَ تُقْرَى
فأيُّ الذّلِّ تُنْظَرُ بعدَ هذا
وأيُّ مدىً تَطاولُ عنكَ سُخرا
أمَرُّ مِن الذي لاقيْتَ منهمْ
فعذراً يا ابنَ بيتِ العزِّ عُذرا

وكيف تنامُ في سجنٍ حقيرٍ
وقدْ أوتيتَ بالغاباتِ قصرا
وكيف تنامُ والأمجاد صَرْعَى
وأنت هدمْتَ عرشاً مُشْمَخِرّا
فقم يا ابن الألى سادوا وشادوا
فكَمْ كبِدٍ علَى بَلْوَاكَ حرَّى
ومَنْ يَرْضَ الإهانةَ بعدَ عِزٍّ
فحُبُّ الموتِ كانَ لديْهِ أحْرَى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق