الأربعاء، 18 أكتوبر 2017

رسالة إلى سفوح قاسيون


رسالة إلى سفوح قاسيون
==========


يا هدهدَ الشام عدتَ الآن من بردى
أما يزال رهين الحتف من وردا؟

وهلْ تبدّل همس الفاتنات على
قسيونَ آهة أحزانٍ وخوف ردى؟

هل الحميديةُ ارتاعتْ وثار على
أبوابها النقع إنْ غادٍ هناكَ غدا

وقبر يحيى سلام الله مجّــــده
بعد الزحام عليه.. أحقاً بات منفردا؟

وهلْ ضريح بلالٍ لا تصبّحه
إلا الهوام وسربُ البومِ فيه بدا؟

وهلْ سألتَ أبا الدرداء ما فعلتْ
يدُ الفجور على مثواه إذْ رقدا؟

وهل أميّة غطّوا في قبورهمو
وبالمدافعِ دُكّتْ مئذناتُ هدى؟



يا هدهدَ الشام خذْ عني الكتاب لهمْ
وطرْ بهِ وتلطّفْ خوفَ من رصدا

وفوقَ نصْبِ صلاح الدينِ ألقِ به
واصبرْ لعلّك تأتينا برجْع صدى

فإنّه باسم أهل الشرق أجمعهم
وباسم كلّ ضميرٍ باتَ متقدا

أنِ ارعووا وتخلّوا عن رعونتكمْ
أهكذا اعتدتمو استقبال من وفدا؟

هذا ابن مريمَ قدْ شدّ الرحالَ لكمْ
وبالسلامِ أتى من قبلُ فاضْطُهِدا

يُحيِي المواتَ بإذن الله فاغتنموا
ردّ النعيم وعيشوا عيشةً رغدا

التنورة العارية


إلى صاحبة التنورة العارية

****

 

 

أبصرتُـها يا ليت عينـي تفقأُ
ذهب الطهـور وهـأنا أتوضأُ

قولي بربك من هداك لتلبسي
هذي اللفائف كيف عقلك يجرؤُ

قد كنتِ لؤلؤةً بخبء محارةٍ
عجبي فكيف إذن تعرى اللؤلؤُ

لجج السفور بها العيون زوارقُ
وبكـــلّ زاويــــةٍ تعـــرت مرفأ

والزهر إن فاح الشذى من كمه
للنحـــل فيــه وللفراشــــة ملجأ

فإذا السيوف سفرنَ أورثن البلى
وإذا تركــنَ بلا قـــــرابٍ تصدأُ

بالله يا ذات المفاتــــن أذِّنـي
للقاصدين صلاتهم أن طأطئوا