الاثنين، 18 نوفمبر 2019

عروة استمساكنا ـ في مدح النبي صلى الله عليه وسلّم



                          عروة استمساكنا

أسمى الطِّلابِ لمُرتقِي أَسْبابِها              الخَطْوُ مِنْ بَابِ السَّلامِ لِبَابِها

حَيْثُ القَوافِي اسْتَشْرَفَتْ بِرِقَابِها            والأبْجَديّةُ لَـمْ تَسَــعْ بِقِــرَابِها

حينَ انبرى الباري لمَدْحِ مُحَمّدٍ             كُلُّ الحُروفِ تسَامَقَتْ بِقِبَابِها

نُورُ الوجُودِ وعُرْوَةُ اسْتِمَسَاكِنَا             والرَّحْمةُ المُهْــداةُ مِنْ وَهّابِها
                                      ***
قَضَتِ العِنايَةُ أنْ تُفَدَّى أنْفُسٌ               وَهَجُ الحَقيقةِ شَعّ فِي أَصْلابِها

حتّى تَأذَّنَ مَوْلدُ النورِ الّذي                  لَبِسَتْ بِهِ الدُّنيا بَهِــــيَّ ثيَـابِها

والحُورُ هَشّتْ في الجِنانِ لِمَنْ هَدَى        للخَيْرِ شَطْرَ الخَلْقِ مِنْ خُطّابِها

شَرَفاً وعَيْنُ الكَائِنَاتِ مَشُوقَةً                تَصْبُو لِحَمْلِ  المَهْدِ فِي أهْدَابِها

الأرْضُ في عُرسٍ وإرهاصُ الهُدَى       أَمْسَتُ بوادِرُهُ حَدِيثَ رِكَابِها

حَجَرٌ يُحَيِّي بِالسَّلامِ ودَوْحَةٌ                 تَسْعَى وظِلّ هَجِيرةٍ بِسحابِها

وَحَصَىً يُسبِّحُ في يمينٍ طَالَمَا              نَهِلَ الخَمِيسُ وعَبّ صَفْوَ شَرابِها

وبه ازدهى الخُلُقُ العَظِيمُ فلم يكنْ           بسوى العزائم عابئاً أو آبِها

أمِنَتْهُ مكّةُ عَنْ نَفَائسِ كَنْزِها                عَجَباً أيُرْجَى الأَمْنُ في كَذّابها؟

بالقِسْطِ قبلَ البَعْثِ رَدَّ حُلومَهمْ              وسيوفَـــهُمْ لِقرَابِها وصَوابِها

لَكِنّها نُكِسَتْ لِكِوْنِ مُحَمدٍ                     شَطْرَ الشهادَةِ واكْتِمَالَ نِصَابِها

                                      ***

خُذْ يا سُرَاقةُ عهْدَ منْ وثِقَتْ بِه              رِيمُ الفلاَ لرِضاعِــها وإيَــابِها

يأيُّها المبْعُوثُ رَحْمةَ خَالقٍ                  للعَالَمِينَ مَحَوْتَ شِـرْعَةَ غَابِها

وكسَوتَ عُرْيَ الآدميّةِ حُلّةً                 عُلْيا الجِنَــانِ تَغَارُ مِنْ جُلْبابِها

سَلْ ذاتَ نِصْفِ الدينِ عنْ أترابِها          كمْ دَسّ خوفَ العارِ جَوفُ تُرابِها

وسَلِ الجزيرةَ أينَ مِنْ أعْرَابِها              لِتَسُودَ أهلَ الأرضِ في أقطابِها

دَاعِيهُمُ ارْتادَ المَعَالِيَ سُنَّةً                   وَرَقَا إلَى النَّجْوَى بِقُدْسِ حِجَابِها

ثُمّ انْثَنَى لِيَقُولَ إنِّي ابْنُ الَّتِي                بِقُرَيْشَ تأكُلُ مِنْ قَدِيــدِ قعَابِها

وهُوَ الذي يُحْمَى الوَطِيسُ فتَحْتمِي         من خَلْفِهِ الرَّقَبُ اتّقاءَ ضِرَابِها

وإذِ الخُطُوبُ احْرَنْجَمَتْ وَتَقَاطَرَتْ        زُمَرُ الذّحُولِ تَؤزُّ في أحْزَابِها

يفترُّ بالبشرى لمنْ ألِفوا الطوى            وغُزاتُهم كبِدٌ عَشَــــاءُ كِلابِها

كبِشَارةِ اليَوْمِ العَبُوسِ: أنَا لَهَا               والنَّاسُ واجِفَةٌ لعَرْضِ حِسَابِها

سَلْ تُعْطَ شَفِّعْ وَاسْقِ كوثَرَك الألَى         مَا دُمْتَ فِيهِم مَا انْتَهوا لِعذَابِها

يا ذخرَنا في الضرّتين مرامُنا               في تلكَ جنْيُ قطوفِها مُتَشَابِها

وبهذه استغفارُنا لإنـــــابةٍ                   ومآبُ أمَّــــــةِ سُــنَّةٍ وكِتَابِها

وقبول متّصلِ الصلاة ووهبنا               مَدَداً مِنَ المَوْلَى بِحُسْنِ ثَوَابِها


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق