الخميس، 1 نوفمبر 2018

الساق

إلى الأخ الحبيب سيد محمد عبد المجيد.. جلله الله بثوب المعافاة التامة.. أجر وعافية إن شاء الله

سبقتْك للفردوس تلك الساق == يا سيدُ اهتاجت بها الأشواقُ

شعر
السر حاج يوسف
في الرياض بتاريخ
 28 فبراير 2013

 
لمّا رأتك إلى المكارم سابقاً == أعدى لها العدوى الفتى السبّاقُ
فترجّلتْ تبغي النعيم كدأبها == إنْ عنَّ خيرٌ صوبه تنساقُ
وغدوتَ في هذا السرير مراقباً == بعضاً على سرر لها استبراقُُ
قدْ حجّلتها الحور إذ طافت بها == حولَ العروش النيّراتِ براقُ

إنا نعيد من المقدّر خطوَنا ==  رُفعَ اليراعُ وجفّت الأوراقُ
أهل العناية ألهِموا صبراً على == ما كانَ من قدرٍ فما همْ ضاقوا
يتبسمون لدى المسرّة والأسى == سيّان عندهمو يصحّ مذاقُ
وسموا عن الجزع الذي ينتابنا == لما تسامتْ فيهم الأخلاقُ

لمّا رأيتك واحتبستُ مدامعي == وعلى محيّاك انجلى الإشراقُ
ألجمتُ لا أحرى مقالاً فانبرى == أسفي يضجّ وحقّ بي الإشفاقُ
وتقاعستْ خيل البيانِ وطبعها == عند الجلال النكصُ والإطراقُ
لمْ يجوِ قاموسٌ لعاعةَ ما بدا == لي من شجونٍ سيلها دفّاقُ
لكنّها مُرّتْ بعروة صبركمْ == فكبتّها وانتابني الإحراقُ
حتى أويتُ إلى القريض لعلّني == أوهي حبال الجأش فهي وِثاقُ
ما لي كنفسك يا ابن عبد مجيدها == دمعي على يسرى البلى رقراقُ

يا سيّدُ النفس التي في حقْوكم == منْ مفرداتٍ ما لهنّ رفاقُ
لمْ يؤتَ صنو نظيرها إلا الألى == غبروا فعزّ الوصل والإلحاقُ
علمتها الصبر الذي أوصى به == يعقوب أوكى عزمه إسحقُ
طوّعتها دهراً لمستعصي القضا == فكبار بلوانا لديكَ دقاقُ
تفد الخطوب إليك يحشر بعضها == بعضاً كقافلةٍ إليك تساقُ
فيردّها من سوق تمحيصٍ لكم == صبرٌ على النظراء ليس يطاقُ
فجزاك باريها على تأديبها == خير الجزاءِ لأنّها مطلاقُ

هي في سبيل الله كان خروجها == من موطنٍ ضاقتْ به الأرزاقُ
ألفتْ طريق نداء كلّ مؤذنٍ == للبرّ حيعلَ خطْوها مطراقُ
لما رآى الباري موفّق سعيها == نحو الجنان بدا لها استحقاقُ
فصلتْ كدلْو المزنِ نادته الربا == فانهلّ كي تخضوضل الآفاقُ

يا ربّ أبدلْ سيّداً عن كربه == لطفاً فمنْ واليتَ ليس يعاقُ
واكتبْ له عقبى السرور وعيشةً == رغداً جزاءُ الصابرين وفاقُ
ثم الصلاة على النبي محمدٍ == ما خطّ في لوح القضا الخلاّقُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق